توجيه اتهامات لأربعة أشخاص في جريمة قتل مغني راب سويدي
توجيه اتهامات لأربعة أشخاص في جريمة قتل مغني راب سويدي
وجّهت النيابة العامة السويدية، اليوم الثلاثاء، اتهامات إلى أربعة أشخاص على خلفية جريمة قتل مغني الراب السويدي الشاب "سي. غامبينو"، الذي قُتل بالرصاص قبل شهر واحد فقط من تكريمه كأفضل مغني هيب هوب في البلاد لعام 2024، في حادثة أثارت جدلًا واسعًا حول تصاعد العنف المرتبط بالجريمة المنظمة في السويد.
وأعلنت النيابة، في بيان رسمي، أن المتهمين الأربعة يواجهون تهما تتعلق بجريمة القتل التي وقعت في يونيو 2024 داخل موقف للسيارات في مدينة غوتنبرغ، الواقعة غرب البلاد، حيث قُتل المغني واسمه الحقيقي كرّار رمضان، والبالغ من العمر 26 عامًا، بطلق ناري في ظروف وصفتها السلطات بـ"الوحشية".
وأوضحت النيابة أن اثنين من المشتبه فيهم وُجّهت إليهما تهم القتل أو التواطؤ في جريمة قتل إلى جانب جرائم تتعلق باستخدام الأسلحة النارية، بينما وُجّهت إلى ثالث تهمة توفير الحماية المشددة لمجرم، في حين وُجّهت للرابع تهمة التواطؤ في القتل.
جريمة في صراع مستمر
وصفت المدعية العامة شهرزاد رحيمي الجريمة بأنها "فعل وحشي ومقصود"، مشيرة إلى أن "الجريمة ارتُكبت في سياق صراع متواصل منذ سنوات بين شبكتين إجراميتين".
لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن "التحقيق لم يثبت وجود أدلة مباشرة على أن الضحية كان عضوًا في إحدى الشبكتين"، ما يعزز الاحتمالات بأن المغني قد قُتل نتيجة تصفية مرتبطة بصراعات العصابات رغم عدم انخراطه المباشر فيها.
كان "سي. غامبينو" قد حصد جائزة أفضل مغني هيب هوب في حفل توزيع جوائز "غراميس" السويدية لعام 2024، وهو التكريم الأعلى لموسيقى البوب في البلاد، ما مثّل لحظة فارقة في مسيرته الفنية القصيرة.
وقد حظيت موسيقاه بإشادة النقاد، لكونها تجمع بين التأملات الذاتية والتجربة القاسية للحياة في الأحياء المهمشة، ما جعله صوتًا مؤثرًا لجيل جديد من الشباب السويدي.
عنف العصابات يثير القلق
تواجه السويد منذ سنوات موجة غير مسبوقة من العنف المرتبط بالعصابات، حيث تحوّلت مدن كبرى مثل ستوكهولم وغوتنبرغ ومالمو إلى مسرح لصراعات دموية تشمل إطلاق نار متكرر وهجمات بعبوات ناسفة، بعضها طال مناطق سكنية مكتظة.
وتُظهر الإحصاءات الرسمية أن جرائم القتل المرتبطة بالنزاعات بين الشبكات الإجرامية آخذة في التزايد، رغم الجهود التشريعية والأمنية المكثفة التي تبذلها الحكومة للحد من تنامي هذا التهديد.
وفي أكتوبر 2021، هزّت البلاد جريمة قتل أخرى طالت مغني الراب السويدي الشهير "إينار"، الذي قُتل هو الآخر برصاص ناتج عن تصفية بين عصابات، وقد أثارت الجريمة حينها جدلًا كبيرًا حول ضعف قدرة السلطات على حماية الشخصيات العامة في ظل تصاعد العنف.
جدل حول الدمج الاجتماعي
أثار مقتل "سي. غامبينو" نقاشًا حادًا في الأوساط الإعلامية والسياسية حول فشل سياسات الدمج الاجتماعي، حيث يرى كثيرون أن تهميش الشباب من أصول مهاجرة وغياب فرص العمل والتعليم أسهم في انخراط بعضهم في شبكات الجريمة.
وطُرحت تساؤلات بشأن قدرة أجهزة الأمن على مراقبة وملاحقة المجموعات الإجرامية، في ظل استخدام هذه العصابات لوسائل حديثة واتصالات مشفرة، ما يجعل تتبع نشاطاتها أكثر تعقيدًا.
وأشارت النيابة العامة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية، ورفضت الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول دوافع الجريمة أو الأدلة الجنائية المستخدمة.
فيما عبّر ناشطون وحقوقيون عن قلقهم من أن الجريمة تعكس تفاقمًا في "عنف مستتر" يتغذى من فشل السياسات الوقائية.
وتطالب عائلة المغني ومجتمع الفن في السويد بمحاسبة الجناة وتوفير حماية أكبر للفنانين والشباب من دوامة العنف، مؤكدين أن ما حدث "لا يجب أن يمر دون محاسبة".